تكريم رب العالمين لخير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
تكريم رب العالمين لخير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
اختص الله نبيه محمدًا بجملة من الخصائص ، لم يخص بها أحدًا قبله من الأنبياء
تكريمًا لمقامه بين الأنبياء ، و تشريفًا لمكانته بين الرسل
و كيف لا و هو خاتم الأنبياء و الرسل ، و هو خير الخلق على الله .
و الخصائص التكريمية
هى الفضائل و التشريفات التى أكرم الله بها نبيه محمدًا و فضله بها على غيره من الأنبياء .
فمن هذه الخصائص التكريمية
1 ) أن الله تعالى ناداه بوصف النبوة و الرسالة
و هذان الوصفان من أهم الأوصاف التى اتصف بها نبينا
قال تعالى : { يا أيها النبى } و قد ورد النداء بهذا اللفظ فى ثلاثة عشر موضعًا من القرآن
و يقول سبحانه مخاطبًا نبيه بصفته رسولاً : { يا أيها الرسول } و قد ورد النداء بهذا اللفظ فى موضعين فى سورة المائدة
فناداه ربه سبحانه فى هذه المواضع بأكمل أوصافه ، و أرفع مقاماته .
و هذه الخصوصية لم تثبت لغيره من الأنبياء ، فكل نبى ناداه الله باسمه
قال تعالى : { و قلنا يا آدم } ( البقرة : 35 )
و قال : { إذ قال الله يا عيسى ابن مريم } ( المائدة : 110 )
و قال : { قيل يا نوح } ( نوح : 48 )
و قال : { و ناديناه أن يا إبراهيم } ( الصافات : 104 ) .
أما الآيات التى ذكر الله فيها نبيه باسمه ، فإنما جاء ذلك على سبيل الإخبار
كقوله تعالى : { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول الله } ( الأحزاب : 40 )
و قد ورد اسمه بهذا اللفظ فى أربعة مواضع فى القرآن الكريم .
و مما يتعلق بهذه الخصوصية ، أن الله سبحانه نهى عباده عن نداء نبيه محمدًا باسمه الذى سمى به ؛
قال تعالى: { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضًا } ( النور : 63 )
فنهى سبحانه المؤمنين عن نداء نبيهم كما ينادى بعضهم بعضًا ، و طلب منهم
مناداة نبيه الكريم بصفة النبوة و الرسالة ؛ تشريفًا لقدره ، و بيانًا
لمنـزلته ، و خصه سبحانه بهذه الفضيلة من بين رسله و أنبيائه .
و فى المقابل ، فقد أخبر تعالى عن سائر الأمم السابقة أنهم كانوا يخاطبون رسلهم و أنبياءهم بأسمائهم ؛
كقول قوم موسى له : { قالوا يا موسى اجعل لنا إلهًا } ( الأعراف : 138 )
و قول قوم عيسى : { إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم } ( المائدة : 112 )
و قول قوم هود : { قالوا يا هود ما جئتنا ببينة } ( هود : 53 ) .
و من الخصائص التكريمية ، أن الله سبحانه أقسم بحياة نبيه صلى الله عليه و سلم ،
فقال تعالى : { لعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون } ( الحجر:72 )
و القسم بحياته عليه الصلاة و السلام يدل على علو شرفه ، و عظيم مكانته
عند الله سبحانه ، فلو لم يكن صلى الله عليه و سلم بهذه المكانة الرفيعة ،
و المنـزلة العظيمة ، لما كان للقسم بحياته أى معنى .
و لم يثبت هذا التكريم لغيره صلى الله عليه و سلم .
2 ) أن الله سبحانه و تعالى قدمه على جميع أنبيائه فى الذكر فى أغلب آيات القرآن
قال تعالى : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده و
أوحينا إلى إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و عيسى و أيوب و
يونس و هارون و سليمان } ( النساء : 163 )
و قال سبحانه : { و إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح و إبراهيم و موسى و عيسى ابن مريم } ( الأحزاب : 7 )
فبدأ سبحانه بخاتم المرسلين لشرفه و مكانته .
3 ) إمامته الأنبياء فى بيت المقدس
فقد جمع الله تعالى له جماعة منهم فصلى بهم إمامًا ؛ و ذلك تأكيدًا لفضله
، و تنبيهًا على شرفه ؛ و قد أخبر صلى الله عليه و سلم فى حديث الإسراء ،
أنه اجتمع بعدد من الأنبياء ، منهم إبراهيم و موسى و عيسى و غيرهم عليهم
السلام ، و صلى بهم إمامًا .
و الإمامة بالناس لها من الدلالة ما لها ، فكيف إذا كانت الإمامة بالأنبياء ؟!
4 ) أن الله أخذ له الميثاق من جميع الأنبياء ، بالإيمان به و نصرته
قال تعالى : { و إذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب و حكمة ثم
جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به و لتنصرنه قال أأقررتم و أخذتم على
ذلكم إصري قالوا أقررنا } ( آل عمران : 81 )
فأخبر سبحانه أنبياءه أن عليهم الإيمان بمحمد وقت مجيئه ، و أن عليهم نصرته و تأييده
و قد أقر الأنبياء بذلك ، فآمنوا برسالته ، و أقروا ببعثته .
و هذه الخصوصية ليست لأحد منهم سواه .
و قد روى عن على بن أبى طالب و ابن عباس رضى الله عنهم ، أنهما قالا : ما
بعث الله نبيًا من الأنبياء إلا أخذ الله عليه الميثاق ، لئن بعث الله
محمداً و هو حى ليؤمنن به و ينصرنه ، و أمره أن يأخذ الميثاق على أمته ،
لئن بُعث محمد و هم أحياء ليؤمنن به و لينصرنه .
5 ) أن الله سبحانه قذف فى قلوب أعدائه الرعب و الخوف منه
حتى لو كانوا على مسافة بعيدة منه .
و لم يحصل هذا لأحد قبله .
يقول صلى الله عليه و سلم : ( نُصرت بالرعب مسيرة شهر ) رواه البخارى و مسلم .
6 ) أن أمته خير الأمم
قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } ( آل عمران : 110 )
و جاء فى الحديث ، قوله عليه الصلاة و السلام : ( إنكم تتمون سبعين أمة ، أنتم خيرها ، و أكرمها على الله ) رواه الترمذى .
و إنما نالت هذه الأمة هذه الخيرية بنبيها محمد عليه الصلاة و السلام
فإنه أشرف مخلوق على الله ، و أكرم الرسل عليه سبحانه .
7 ) أن الطاعون و الدجال لا يدخلان مدينته
يقول صلى الله عليه و سلم : ( على أبواب المدينة ملائكة ، لا يدخلها الطاعون ، و لا الدجال ) رواه البخارى و مسلم .
8 ) وجوب محبته ، و تقديمها على محبة النفس و الأهل و المال و الولد
قال تعالى : { قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم
و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من
الله و رسوله و جهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره } ( التوبة :
24 )
و قال صلى الله عليه و سلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده و الناس أجمعين ) رواه البخارى و مسلم
و فى حديث عند البخارى : ( حتى أكون أحب إليك من نفسك ) .
9 ) أنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة
و اختصاصه بحمل لواء الحمد ؛ و اختصاصه أيضًا بأنه أول من يدخل الجنة يوم القيامة
يبين كل هذا قوله صلى الله عليه و سلم : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ،
و بيدى لواء الحمد و لا فخر ، و ما من نبى يومئذ ، آدم فمن سواه إلا تحت
لوائى ، و أنا أول من تنشق عنه الأرض و لا فخر ) رواه الترمذي و فى رواية
عند الدارمى : ( و أنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة ، و لا فخر ) .
و يندرج فى هذا النوع من الخصائص التكريمية ، أنه صلى الله عليه و سلم يبعثه الله يوم القيامة مقامًا محمودًا
قال تعالى : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } ( الإسراء : 79 )
و المقام المحمود الذى اختص به رسولنا هو مقام الشفاعة
و هو مقام لم ينله أحد غيره ؛
فالناس يكونون يوم القيامة جالسين على ركبهم ، كل أمة تتبع نبيها ، يقولون : يا فلان اشفع ! يا فلان اشفع !
حتى تنتهى الشفاعة إلى النبى صلى الله عليه و سلم ، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود .
10 ) أنه صلى الله عليه و سلم يكون يوم القيامة أكثر الأنبياء أتباعًا
و قد جاء فى الخبر أن الأمم يوم القيامة تمر عليه صلى الله عليه و سلم
فيمر النبى و ليس معه أحد ، و يمر النبي و معه الواحد فقط ، و يمر النبى و معه الاثنان و الثلاثة … ،
ثم ينظر عليه الصلاة و السلام إلى الأفق ، فيرى جمعًا عظيمًا من الناس ،
فيسأل : أتباع من هؤلاء ؟ فيقال له : هذه أمتك .
و هذه كانت جملة من الخصائص التكريمية التى اختص الله بها رسول الإسلام
دون غيره من الأنبياء ، و هى بمجموعها تظهر مكانة هذا النبى ، و منزلته
عند الله سبحانه ، فهو المفضل من النبيين ، و هو المختار على غيره من
الخلق أجمعين .
السلام عليكم
صلوا على النبى صلى الله عليه وسلم
مواضيع مماثلة
» الحـب لله وفي الله
» محاضرة هامة جداً لكل مسلم عقل أيها العاصى تب الى ربك للشيخ:محمد حسان حفظة الله
» أروع معلومات عن سيدنا أبو بكر
» دعاء التوبة إلي الله
» محمد حسان الى كل بنت فاهمه الحجاب غلط
» محاضرة هامة جداً لكل مسلم عقل أيها العاصى تب الى ربك للشيخ:محمد حسان حفظة الله
» أروع معلومات عن سيدنا أبو بكر
» دعاء التوبة إلي الله
» محمد حسان الى كل بنت فاهمه الحجاب غلط
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى